(اتفاقيات أوسلو من المنظور الصهيوني امتداد جدلي لوعد بلفور)
يذهب معظم المحللين عند تناولهم وعد بلفور إلى التركيز على الفترة منذ تاريخ صدوره في الثاني من تشرين ثاني ( نوفمبر) 1917 ، وفي ذلك تجاهل لحقيقة أن مضمون الوعد قد جرى الإعداد له وطبخه في محطات سابقة في سياق تساوق الحركة الصهيونية مع الأنظمة الامبريالية في إطار جدل العلاقة المصلحية بين الصهيونية وكل نظام من الأنظمة الاستعمارية .
ولا يتسع المجال هنا لأن نعود للسياق التاريخي الاستعماري التآمري على الوطن العربي وعلى فلسطين كجزء من هذا الوطن ومن بلاد الشام ، ذلك السياق الممتد منذ نهاية القرن الثامن عشر ، عندما اقترح نابليون إقامة دولة لليهود في فلسطين وحتى صدور الوعد المشؤوم عام 1917 .
الخلفية السياسية والأيديولوجية لوعد بلفور
إن معالجة الخلفية السياسية والأيديولوجية لوعد بلفور تقتضي التوقف أمام ثلاث محطات رئيسية سبقت الوعد وهيأت له:
1-المحطة الأولى هي محطة المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا عام 1897 بزعامة ثيودور هرتزل- الصهيوني العلماني- الذي دعا إلى إنشاء دولة لليهود في فلسطين على قاعدة توظيف الرواية التوراتية الزائفة في فلسطين ما يضمن تحفيز اليهود من مختلف أرجاء العالم للهجرة إلى فلسطين.
لقد قام خطاب هرتزل السياسي بشأن إقامة هذه الدولة وفق ما جاء في كتابه " الدولة اليهودية " - الذي نُشر في فيينا ولايبزيغ في 14 فبراير 1896 قبل ثمانية عشر شهرا من انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول- على شرط التطهير العرقي الذي دعا فيه بكل صراحة إلى إبادة كاملة للمواطنين العرب في فلسطين ، ليتسنى للصهاينة إقامة دولة نقية لليهود في فلسطين.
لقد كان هذا الكتاب أساس الصهيونية السياسية الراهنة، والذي كان يعتقد أنه من أجل تحقيق الاعتراف الدولي والحقوق القانونية المزعومة للشعب اليهودي في فلسطين ،لا بد من الحصول على الضمانات القانونية للحقوق السياسية من الدول الاستعمارية ليصبح من الممكن بدء الهجرة الاستيطانية إلى فلسطين.
2- المحطة الثانية 1902 : لقاء هرتزل- تشامبرلن - التقى مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل برئيس الوزراء البريطاني جوزيف تشمبرلن سنة 1902، قال له هرتزل: "إن قاعدتنا يجب أن تكون في فلسطين التي يمكن أن تكون "دولة حاجزة" بحيث تؤمن المصالح البريطانية" وطلب من بريطانيا اتخاذ الخطوات المطلوبة لإقامة هذه الدولة الحاجزة.
3-المحطة الثالثة: هي محطة مؤتمر الدول الاستعمارية ( 1905- 1907 )الذي سمي مؤتمر " كامبل بانرمان" نسبةً إلى وزير خارجية بريطانيا آنذاك - الذي صاغ قرارات المؤتمر ، وشارك فيه ممثلون عن الدول الاستعمارية الأوروبية وهي: انكلترا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، بلجيكا وهولندا، إلى جانب كبار علماء التاريخ والاجتماع والاقتصاد والزراعة والجغرافيا والبترول.
لقد اشتملت قرارات المؤتمر على العديد من القضايا والبنود نذكر منها:
- " إن في منطقة شرق المتوسط شعوب عربية تنتمي إلى أمة واحدة ، يجمعها تاريخ واحد ودين واحد ولغة واحدة ومصير مشترك ، فإذا ما توحدت هذه الشعوب فإنها ستشكل خطراً على مجمل المصالح الاستعمارية في المنطقة ، ما يتطلب إقامة كيان يهودي في فلسطين يفصل الجناح العربي في آسيا عن الجناح العربي في أفريقيا. "
-إ"ن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار ، لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم ، وأيضا هو مهد الأديان والحضارات، والإشكالية في هذا الشريان هو أنه يعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص، شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان ما يتطلب بقاء شعوب هذه المنطقة مفككة جاهلة متأخرة".
وفي عام 1908 ، وترجمةً لمقررات "كامبل بانرمان "لصالح بريطانيا ، قدم الوزير البريطاني اليهودي هربرت صاموئيل ، مذكرة اقترح فيها تأسيس دولة يهودية في فلسطين تحت إشراف بريطانيا، مبيناً ما ستجنيه بريطانيا من قيام هذه الدولة في قلب العالم العربي والقريبة من قناة السويس.
4- المحطة الرابعة: محطة سايكس بيكو 1916 الذي بموجبه تم تقسم الوطن العربي بين الدول الاستعمارية ، حيث وضعت العراق وشرق الأردن تحت الانتداب البريطاني ، كما تم اعتبار فلسطين " منطقة دولية".
وهكذا فإن وعد بلفور الذي نص على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ورد في المحطات سالفة الذكر ، وإن كانت بريطانيا قد تصدرت مشهد إصداره بدعم من الولايات المتحدة ، ارتباطاً بنتائج الحرب العالمية الأولى ،وهزيمة دول المحور التي باتت تلوح في الأفق آنذاك ،وفي إطار تعديل لاحق لمساومة سايكس بيكو مع فرنسا ،بإلغاء صفة أن تكون فلسطين ( منطقة دولية) تهيئةً لوضعها تحت الانتداب البريطاني .
زيف نظرية ربط وعد بلفور بإنقاذ اليهود من الاضطهاد المسيحي
لقد فند المؤرخ د.عبد الوهاب المسيري، النظرية التي تقول أن وعد وزير خارجية بريطانيا "آرثر جيمس بلفور " لليهود ، ناجم عن إحساس عميق بالشفقة تجاه اليهود بسبب ما عانوه من اضطهاد ،وبأن الوقت قد حان لأن تقوم الحضارة المسيحية بعمل شيء لليهود، وأن إنشاء "دولة صهيونية" هو أحد أعمال التعويض التاريخية.
لقد كشف المسيري زيف هذه النظرية، وبين أن الوعد جاء في ضوء المصالح الاقتصادية الرأسمالية والجيوسياسية لبريطانيا ، مشيراً إلى مسألتين هما ( أولاً) أن بلفور كان معادياً لليهود وأنه حينما تولى رئاسة الوزارة البريطانية بين عامي 1903 و1905 هاجم اليهود المهاجرين إلى إنجلترا لرفضهم الاندماج مع السكان ، وعمل على استصدار تشريعات تحد من الهجرة اليهودية، لخشيته من الشر الأكيد الذي قد يلحق ببلاده ( وثانياً) أن "لويد جورج" الذي شغل هو الآخر موقع رئيس وزراء بريطانيا ، لم يقل كرهاً لأعضاء الجماعات اليهودية الصهيونية عن بلفور، تماماً مثل "تشامبرلين" قبلهما، والذي كان وراء الوعد البلفوري الخاص بشرق أفريقيا ، وأن الوضع نفسه ينطبق على الشخصيات الأساسية الأخرى وراء الوعد مثل جورج ميلنر وإيان سمطس، وكلها شخصيات لعبت دوراً أساسياً في التشكيل الاستعماري الغربي.( انظر د. عبد الوهاب المسيرى، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية - - المجلد السادس – الجزء الثالث)
وذهب بعض المحللين إلى ربط الوعد بالسياق المصلحي الاستراتيجي لبريطانيا إبان الحرب العالمية الأولى، وهو سياق لا يتنافى مع ما طرحه المسيري ، بل يكمله في سياق آخر ، وبهذا الصدد يقول د. خالد الحروب "أن الغاية من إصدار الوعد، كان يستهدف تحقيق غايتين في هذا السياق الحربي، الأولى هي إبقاء روسيا منخرطة في الحرب بخاصة بعد ثورتها البلشفية التي حملت شعارات ضد الإمبريالية والتوسع واحتلال أراضي الشعوب الأخرى، ويمكن تحقيق هدف إبقاء روسيا في الحرب من طريق استمالة ورشوة اليهود الروس المتنفذين ،عبر الإعلان والوعد البريطاني لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين والغاية الثانية المشابهة تماماً هي استمالة اليهود الأميركيين النافذين عبر هذا الوعد". ( أنظر د. خالد الحروب – جريدة الحياة اللندنية ، مقال بعنوان "وعد بلفور لم يكن وعداً عابراً بل استراتيجية بريطانية ، 24 أيلول- سبتمبر 2017 )
الدور المقاوم للشعب الفلسطيني
في الذكرى (104) لإصدار وعد بلفور ، ، نستذكر الفصل الرئيسي في المؤامرة الصهيو بريطانية الأمريكية على فلسطين ، والتي تم اشتقاق آليات لتنفيذها عبر صك الانتداب البريطاني على فلسطين الصادر عن عصبة الأمم في 11 سبتمبر( أيلول) 1922 الذي تضمن كافة المواد ،التي تسهل عملية الهجرة اليهودية إلى فلسطين وانتقال الأراضي لليهود وإقامة المستوطنات عليها وتوفير الدعم الإداري واللوجستي والعسكري للعصابات الصهيونية ، بما يضمن إقامة دولة لليهود في فلسطين.
لقد شكل ذلك الوعد الاستعماري الظالم ، بداية المخطط التآمري لاغتصاب أرض فلسطين وتهجير أصحابها الشرعيين العرب، من خلال مجازر التطهير العرقي وتسهيلات هجرة اليهود إلى فلسطين ، وتمكينهم من السيطرة على 78 في المائة من فلسطين التاريخية عام 1848 ومن ثم استكمال احتلالها بعد حرب 1967 .
ولم يستكن الشعب الفلسطيني للمؤامرة البريطانية الصهيونية المدعومة أمريكياً بل قاومها عبر ثورات متصلة عام 1921 ، 1923 ، 1929 ، 1933 ، 1936 ، والثورة المتصلة من عام 1938 وحتى عام 1948 ، كما رفض مشاريع التقسيم التي طرحتها بريطانيا عامي 1937 و 1947 وقدم على مذبح الحرية آلاف الشهداء في إطار ثوراته المتصلة والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحقه ، ناهيك عن آلاف المعتقلين الذين زجت بهم بريطانيا في سجونها الاستعمارية .
مقاربة وعد بلفور مع الوضع العربي والدولي الراهن
ان أبرز مقارنات ومقاربات وعد بلفور مع الوضع العربي والدولي الراهن، تؤكد أن التاريخ يكرر نفسه في فلسطين بطريقة مشابهة ومأساوية ، نظراً لنهج القيادة المتنفذة في منظمة التحرير المتساوق مع نهج الرجعيات العربية ،وتكمن هذه المقارنات فيما يلي :
1-أن الامبرياليتين اللتين ساهمتا بشكل أساسي في صنع الكيان الصهيوني في فلسطين وهما أمريكا وبريطانيا ، لا تزالان تقدمان الدعم اللا محدود للكيان الصهيوني من أجل هيمنته على المنطقة ، بعد أن تم ترفيعه من مرتبة الوكيل الى مرتبة الشريك.
2- أن اتفاقيات أوسلو ومشتقاتها في المرحلة الممتدة منذ عام 1993 وحتى اللحظة جاءت لتكمل وعد بلفور ، وهي امتداد جدلي له ،ولا نبالغ إذ نقول أن هذه الاتفاقيات لا تقل خطورة عن وعد بلفور ، فإذا كان وعد بلفور أعطى من لا يملك إلى من لا يستحق ، فإن اتفاقيات أوسلو أعطت من يملك إلى من لا يستحق ، وصادرت على كل مخرجات الثورة الفلسطينية وإنجازاتها الكبيرة منذ عام 1965.
3-ان الامبريالية الأمريكية مدعومة من ذيلها بريطانيا لا تزال تقدم الوعود تلو الوعود المكملة لوعد بلفور، لضمان إبقاء ما تبقى من الوطن الفلسطيني تحت الهيمنة الإسرائيلية فكان وعد بوش ( رسالة الضمانات ) التي قدمها بوش لشارون في نيسان 2004 التي تؤبد المستوطنات في الضفة الغربية ، والتي تضمن عدم العودة إلى حدود 1949 في أية تسوية قادمة ، وتشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وكان وعد اوباما عامي 2009 -2010الذي يضمن الاعتراف بشرعية الكتل الاستيطانية الرئيسية القائمة في الضفة الفلسطينية ، ويضمن الالتزام بيهودية دولة ( إسرائيل ) ، ويرفض تجميد الاستيطان بشكل دائم كشرط لاستئناف عملية السلام المزعومة ، ويطالب فقط بتجميد الاستيطان لمدة 60 يوماً فقط ، مقابل رسالة ضمانات يتعهد فيها بتقديم دعم مالي وتسليحي غير مسبوق، ويعتبر الحركة الصهيونية حركة تحرر وطني كافحت على مدى عصور وعقود من أجل العودة إلى أرض الآباء والأجداد؟! ( راجع خطاب أوباما في الجامعة العبرية عام 2010)
وكان وعد الرئيس الأمريكي دونالد "ترامب في السياق النظري والإجرائي" "لصفقة القرن" يناير ( كانون ثاني 2020)، الذي يستجيب بالكامل للشروط الإسرائيلية، بشأن شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال العمل على تجفيف مصادر وكالة الغوث كخطوة على طريق حلها ، ونقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف ب القدس بشطريها عاصمة موحدة ( لإسرائيل) ،وحل القضية الفلسطينية في السياق الاقتصادي والمعيشي وليس في سياق حق تقرير المصير.
4-ورابع هذه المقارنات وأهمها : انه مثلما وضعت الأنظمة العربية قبل عام 1948 كل البيض في السلة البريطانية ، مراهنة على الحليفة بريطانيا ، ومفشلة في هذا السياق الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ، ها هي في المرحلة الراهنة تنقل البندقية من كتف الى آخر ، عبر وضع كل البيض في سلة امبريالية أخرى والمراهنة عليها ألا وهي الامبريالية الأمريكية ، وتلعب دورا رئيسياً في إفشال الثورة الفلسطينية .
5ورابع هذه المقارنات أنه تم استبدال المندوب السامي البريطاني في فلسطين في مطلع عشرينات القرن الماضي "هربرت صموئيل" ، بالمندوب الأمريكي السامي "كيت دايتون" في عهد الرئيس بوش الابن ، وبالمندوب الأميركي السامي في عهد ترامب "جيسون جرينبلات" وغيرهما في العقدين الأول والثاني من الألفية الثالثة. ( عليان عليان ، محاضرة في نادي الجليل بإربد تحت عنوان " مقاربات وعد بلفور بالوضع الراهن " بتاريخ 6-11-2013)
الدروس المستخلصة بعد مرور 104 أعوام على وعد بلفور
إن الوقفة الجادة أمام الذكرى الرابعة بعد المائة لوعد بلفور ، ومع استعراض مسيرة التسوية والمفاوضات العبثية منذ عام 1991 وحتى اللحظة ، تقتضي استخلاص الدروس والمهام ، ووضعها موضع التطبيق وأبرز هذه الدروس :
1-أن البعد الطبقي في قيادة الثورة بعد أساسي، إذ ان البعد الطبقي العائلي والإقطاعي في قيادة الثورة في مرحلة ما قبل عام 1948 ، هو الذي وضعها في دائرة التذبذب والرهان على النظام العربي آنذاك ما أدى إلى فشلها ، وهذا البعد الطبقي البرجوازي هو الذي وضع ولا يزال يضع الحركة الوطنية الفلسطينية منذ سبعينات القرن الماضي في إطار التبعية للنظام الرسمي العربي والارتهان لمشاريع التسوية التفريطية.
2-وضوح الرؤيا عند رسم الاستراتيجية الكفاحية ، بأبعادها السياسية والثقافية والنضالية ما يستلزم أن يحدد البرنامج السياسي لقوى الثورة لوحة الأصدقاء والأعداء ، وفي ضوء ذلك يجري رسم الاستراتيجية والتكتيك ، فبريطانيا وأمريكيا هما رأس الأفعى وهما من سهرتا على إقامة الكيان الصهيوني ، وتوفير كافة سبل الدعم له وضمنتا له تفوقاً عسكرياً على مجموع دول الطوق العربية وهما العرابان الرئيسيان لاتفاقات أوسلو وخارطة الطريق وغيرهما من الاتفاقات والمعاهدات الموقعة مع الكيان الصهيوني.
وبالتالي فإن الرهان عليهما لإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، هو عبث في التكتيك وتدمير لاستراتيجية الكفاح الوطني الفلسطيني والعربي ، التي يجب أن تستند بديهياً إلى تحديد واضح للوحة معسكر الأصدقاء ولوحة الأعداء.
3-أن القوى المحلية والإقليمية المرتبطة والتابعة لقوى الاستعمار لعبت دوراً رئيسياً في خلق النكبة، وهذه القوى لا تزال تشكل الاحتياطي الرئيسي للاستعمار والصهيونية في تفعيل مفاعيل النكبة ، ولا تزال هذه القوى تلعب دوراً أساسيا في تمرير مشاريع التسوية الأمريكية.
4-أن الطريق الوحيد لتحرير فلسطين هو طريق الوحدة الوطنية ، المستندة إلى العمق العربي وإلى المقاومة بكافة أشكالها ، بعد أن ثبت وبالموس بؤس الرهان على خيار المفاوضات والتسوية عبر أوسلو" وواي ريفر وخارطة الطريق وأنابوليس وكامب ديفيد وغيرها من المعاهدات ، ما يقتضي النضال من أجل مغادرة خيار التسوية بشكل نهائي.
5-التأكيد على ثوابت الصراع مع العدو الصهيوني بأنه صراع وجود وليس صراع حدود وان سمة الصراع معه ، ومع المشروع الصهيوني في فلسطين والوطن العربي سمة تناحرية.
6-انه لا يجوز بأي حال من الأحوال حرف بوصلة التناقض وتغيير سلم الأولويات ، او الخلط ما بين التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي كما يجري الآن ، فالتناقض الرئيسي للأمة العربية هو مع الكيان الصهيوني الذي بتأسيسه على أرض فلسطين تم فصل الجناح الشرقي للوطن العربي عن جناحه الغربي ، وضرب إمكانات توحده ، والتناقض الرئيسي أيضاً مع الامبرياليتين الأمريكية والبريطانية ، وليس مع إيران رغم التناقض معها في بعض القضايا ، والذي يمكن إدارته بأسلوب مختلف عن إدارة التناقض مع دول معسكر الأعداء . ( عليان عليان- الحوار المتمدن ، بتاريخ 2-11- 2013 ، مقال بعنوان: في ذكرى وعد بلفور - نحو إستراتيجية تحدد بوضوح معسكر الأعداء).